الأندلس حلقة الوصل الأورو متوسطية بين إسبانيا والمغرب
شارك السيد توفيق البورش، نائب رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، في المؤتمر الأورو متوسطي، المنظم في مدينة إشبيلية من طرف مجلة أتالايار ATALAYAR، بشراكة مع حكومة الأندلس الجهوية، والذي يحمل شعار “الأندلس، حلقة الوصل الأورو متوسطية بين إسبانيا والمغرب”. وقد تناول اللقاء موضوع العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما فيها مجال الاستثمار، والعلاقات التجارية، والسياحة، وكذا الروابط الثقافية المتبادلة.
ويهدف اللقاء إلى تحليل العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب من منظور تاريخي في مختلف المجالات (الاقتصادية، والثقافية والسياسية) ومن وجهات نظر مختلفة (مؤسسية وتجارية)؛ والتعرف على أسباب نجاح المبادرات والمشاريع الثنائية، مع التركيز على النجاحات في مجال تطوير الأعمال والتعاون التجاري؛و خلق فضاء إسباني-مغربي متعدد للحوار والنقاش وتبادل الأفكار بين الجهات الفاعلة الحكومية ورجال الأعمال والشخصيات الأكاديمية، حول مستقبل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وقد ألقى السيد توفيق البورش، كلمةً خلال الجلسة الافتتاحية الرسمية للمؤتمر، ركز من خلالها على العلاقات التاريخية والجغرافية بين البلدين، وقد أكد على أن المغرب أول شريك تجاري لإسبانيا في القارة الإفريقية، وأن رقم المعاملات بين البلدين يبلغ حوالي 16 مليار يورو، فيما يبلغ عدد الشركات الإسبانية العاملة في المغرب أكثر من ألف شركة، وأن القيمة السياحية المغربية في إسبانيا تبلغ نحو مليار يورو، فيما تبلغ السياحة الإسبانية في المغرب نحو مليار ومائتي مليون يورو.
وأردف السيد نائب رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، أن التعاون بين البلدين تعزز بإعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز أن المقترح المغربي حول الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، هو الأساس والحل الأكثر جدية وواقعية ومصداقية، من أجل تسوية نزاع الصحراء المغربية المفتعل. كما وصف السيد توفيق البورش، السنة الحالية، بالاستثنائية وذلك لكونها عرفت استئناف العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصةً بعد الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب، معتبراً هذه المرحلة الجديدة والغير مسبوقة، فرصةً للتركيز على جوهر المعرفة المتبادلة، وذلك من خلال تكوين الشباب المغاربة والإسبان، مشيراً إلى ضرورة مساهمة التكوين الأكاديمي في التكامل والتآزر بين البلدين بصفة عامة و بين جهة الأندلس وجهة طنجة-تطوان-الحسيمة بصفة خاصة، وذلك باعتبارها ورشا مفتوحا بفضل العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى هذه الجهة، حيث تم إطلاق مخططات للتنمية المجالية وبرامج لإحداث المناطق الصناعية والتجارية والاقتصادية، في إطار رؤية شاملة مندمجة ومتعددة الأبعاد. وقد وصف السيد توفيق البورش في كلمته جهة طنجة-تطوان-الحسيمة بمنطقة الجذب الاقتصادي الواعد، وذلك استنادا لتصنيف مجلة FDI Intelligence، المنصة الصناعية طنجة المتوسط كثاني أفضل منطقة اقتصادية في العالم، وإستناداً أيضاً لدراسة مركز بوليسي سانتر أوف ذو نيو ساوث، والتي ابرزت أن التدبير الفعال والمهني لست مناطق اقتصادية خاصة بطنجة، استقطب استثمارات وخلق فرص شغل مهمة تستجيب لانتظارات الصناعيين.
من جهة أخرى، ذكر السيد نائب رئيس مجلس الجهة طنجة بمميزات الجهة في القطاع الفلاحي والمجال السياحي، وجدد في ختام كلمته، الدعوة إلى الاستثمار الأمثل للتاريخ المشترك بين البلدين وبين الجهتين، من أجل تنمية واعدة ومستدامة تحقق العيش الكريم للشعبين الجارين.